التشريع والتدرج في الاحكام
من الاسس التي بنى عليها التشريع الاسلامي التدرج في الاحكام حتي تتهيأ
النفوس لتقبل الاحكام فلا يشق عليها ويكون ذلك سببا دافعا لرفضها.
وشريعتنا قد تمت بنزول قولة تعالى((اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا))
فبعد نزول هذة الاية التي تدل علي اتمام الشريعة فلا يكون هناك تغيير ولا
تبديل.
وهذا التدريج شمل كثير من الاحكام:
ا- تحريم الخمر:
لقد نزل تحريم الخمر بالتدريج وعلى مراحل كما توضح الايات
أولها (( ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس
واثمهما اكبر من نفعهما))
فهذة الاية لم تحرم الخمر ولكنها بينت فيها الاثم الاكبر من المنفعه.
ثانيها((يا ايها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلوا
ماتقولون))
وكان سبب نزول هذة الاية هو خلط بعضهم قراءة القرآن فقال قل ياايها
الكافرون اعبد ما تعبدون.
وهذا كان تحريم جزئي لانهم كانوا لا يشربون الخمر عند الصلاة فقط .
ثالثها(( يا ايها الذين ءامنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس
من عمل الشيطان فأجتنبوة لعلكم تفلحون))
فكانت هذة الاية صريحة لتحريم الخمر.
2- نظام التوريث:
كان العرب في الجاهلية يقصرون الميراث على الذكور الكبار فقط ويقولون لا يرث
الا من يحمل السيف ويحمي العشيرة ويقاتل العدو وكان عندهم الارث ايضا بالتبني وجاء
الاسلام وابطل كل ذلك تدريجيا.
(( ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله فإن لم تجدوا ابائهم فإخوانكم في الدين
ومواليكم))
3- تحريم الربا:
اولها: (( وما اتيتم من ربا ليربوا في اموال الناس فلايربوا عند الله))
فتركة بعض الناس لان ما عند الله خير.
ثانيها((لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة)) فخفف الناس من غلوهم وجشعهم.
ثالثها(( يمحق الله الربا ويربي الصدقات)) فتركة كثيرون
فلما تهيات نفوسهم وترك بعضهم الربا نزلت اية تحريم الربا صريحة
((وأحل الله البيع وحرم الربا))
4- عقوبة الزنا:
كانت عقوبة الزاني في البداية هي الحبس في البيوت لقولة تعالى(( واللاتي
يأتين الفاحشة من نسائكم فأستشهدوا عليهن اربعه منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت
حنى يتوفهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا))
ثم صار بعد ذلك الجلد للبكر والرجم للثيب لقولة تعالى((الزانية والزاني
فأجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة))
5- عدد الصلوات:
فرضت الصلاه في البداية ركعتين في الغداة والعشي فلما احسوا بفائدتها زادت
الى خمس صلوات في اليوم والليلة.
6- التوجة الي القبلة:
عندما هاجر النبي صلى الله علية وسلم الى المدينة كانت صلاتة ناحية بيت
المقدس قبلىة انبياء بني اسرائيل ليحببهم في الاسلام ويشعرهم ان الرسل كلهم رسل
الله.
فدخل عدد كثير من اهل الكتاب في الاسلام لقولة تعالى(( ولله المشرق والمغرب
فأينما تولوا فثم وجة الله))
وبعد ما تشوق النبي صلى الله علية وسلم الى الكعبة في صلاتة قبلة ابائه
واجدادة اذن الله لة ونزلت الاية))فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد
الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة))
7- القتال:
كان عدد المسلمين في بداية الاسلام قليلي العدد والعدة فكان الله يأمرهم
بالتحمل والصبر على الاذى لقوله تعالى((خذ العفو وآمر بالعرف واعرض عن الجاهلين))
فلما كثر عددهم وعدتهم واشتد قوامهم نزلت الاية((وقاتلوا في سبيل الله الذي
يقاتلونكم))
إرسال تعليق